الخميس، 22 مارس 2012

رَبيـع الـثورآت العَـربي ،،





تساقطت أوراق الخريف ،،
ذابت ثلوج الشتاء ،، 
ومن مشرق العروبة بدأت الشَمس بإشراقتها الذّهبية تلوح لبداية حقبة جديدة من النصر ،،
حقبة جديدة من اليقظة ،،
حقبة جديدة من العزة التي ليس لها أن تنتهي ،، 
إشراقة من نوع آخر ،، نوع نادر الوجود ،، مشتعل الهمة ،، حاد الطباع ،،
براعمه ،، من ذهبٍ أصيلٍ خالصٍ نقي ،،
أتى ليحق الحق بكلماته ويقطع دابر المفسدين ،،
أتى ليعلن أن الظلم لا بد له من حميم وتصلية جحيم ،،
فأوان السبات فات ،، والصّمت العربي مات ،، والحرية رفرفت بجناحيها فوق سماء الإسلام ،،

سلمّيةٌ هي ثورات الزهور ،،
تبحث بين الأغصان عن حقوق منسية ،، وحريّة مسبيّة ،،
تبحث بينها عن إشراقة الكرامة وعزة النفوس ،،

فكانت السين في الجيش الحر ،،
رمزاً للشهادة ،، وساماً للصبر ،، وتاجاً للتحدي ،،
هي سوريّا ،، عيون الأم الثائرة ،، وأشلاء الطفلة المتناثرة ،،
هي سوريا ،، نبض خنساوات ،، ودم فجرٍ مشرقٍ في نهاية المطاف
هي سوريا ،، تحدٍ للألم القاتل ،، مواجهةٌ لشبح الظلم الجائر 

وكانت اللام ثورةً للأحرار في أرض المختار ،،
شراعاً للتحدي ،، سفينة للإقدام ،، قبطاناًللحرية ،،
ليبيا ،، هي الثائر في وجه الموت 
ليبيا ،، هي الصارخ بالحق بأعلى صوت 
ليبيا ،، هي المنتقم لكل من ذاق مرار الصّمت

ومن أرض الكنانة هي الميم ،، هي المخلوع وميدان التحرير 
هي مسلم ،، هي مسيحي ،، هي عربي 
هي سجدة للخالق تحت صوت الرصاص ،،
هي دعوة للمولى بإخلاص ،،
هي اليقين بنصر ليس إلا من عند الله ‘‘

وفي اليمن السعيد هي الياء ،،
هي رسوخ الجبال ،،
هي إصرار يقتل الإذلال ،، 
هي العزم ورباطة الجأش ،،
هي الفرج يلوح في الأفق البعيد ،،
يعلنها عودةً دون قيد ،،

وانطلاقتهم كانت في شعلة التاء ،،
في شعبٍ أراد الحياة فاستجاب له القدر ،،
في طموح إلى غاية من أجلها يركبون المنى وينسون الحذر ،،
في تونس الخضراء ،،
هي شعلة جعلت من الظالم هارب ،،

هي الأمة وهي الربيع ،،
هي نبض الثورة ،، هي ثمار حق مسلوبٍ عاد ،،
هي حرية انطلقت من أقفاصها بعد غياب ،،
فعلى هامة الإسلام كانت الثورات طيوراً أبابيل  ،،
ترمي كل من ظلم بحجارة من سجيل ،،
لتجعل منه كالعصف المأكول ،،

الجمعة، 2 مارس 2012

متى تأتي أيها الرحيل ،،؟






أغلقت أذناي بسماعتي الصغيرة 
لأبعد قلبي عن آلامهم 
أغلقتها ... لأرحل إلى عالم آخر 
أغلقتها ... محاولةً الابتعاد عن قسوتهم 
أغلقتها ... علني أنسى أنني هنا مجرد لا شيء 

رحلت إلى كوكب آخر .. 
إلى زمن آخر ..
إلى عالم آخر .. 

إلى مكان صنعته كما أريد 
وليس كما قسوتهم تريد

إلى دنيا حنونة .. طيبة .. رقيقة 
إلى دنيا لم تقيد فيها دموعي 
إلى دنيا لم أحرم فيها من قول آه 
إلى دنيا .. لن أحتاج فيها إلى التنكر 
من أجل إرضائهم 

فهناك ... 
لن أكون إلا أنا 
لن أكون إلا ما أريد 
لن أكون إلا مع من أريد 

أغمضت عيناي على مضد 
وباتت الأسئلة تطرق أبوابي 

ما هو ذاك الأذى العظيم الذي سببته لهم !!
ما هو ذاك الذنب الذي لا يغتفر ؟!!

أذنبي يكمن في صبري واحتمالي ؟
أذنبي يكمن في صمتي على قوة ألمي ؟
أذنبي يكمن في قلبي الذي آثر الوحدة من كثرة جراحه ؟
أذنبي يكمن في كل تلك البسمات التي حملت في أعماقها ألم سنين ؟

أم لأنني أخفيت الجرح عنهم .. ؟
فاختاروا المبالغة بقسوتهم 
وقرروا أنني لست من البشر ؟؟
قرروا أنه حتى البكاء ليس من حقي ؟

لا البكاء ولا الفرح !!
ماذا تركتم لي إذا ؟
أهناك من أخبركم أن قلبي مجرد من تلك المشاعر ؟!

حاولت إزالة السماعة من أذني 
فسمعت صوت عالمهم يخترق جدار الصمت
سمعت في أصواتهم آلام قلبي وجراحاته 
سمعت فيها أصوات الألم والأسى 
سمعت فيها نسيانهم لجراحات قلبي 
كأنما لم يكونوا دائما وأبدا هم السبب 

حبست دمعتي وقيدتها بيقود الحياة القاسية 
ثم عدت لأغيب في ذلك الكوكب الذي أسميته مملكتي


حلمت بأنني تركتهم ..
رحلت عنهم ..
نسيت كل ما يربطني بهم ..

ولكن .. 
ليس الحلم من حقي !!
فها هي أصواتهم تتخللني 
تعكر صفو صمتي 
تناديني ..
كأنما تقول لقلبي تعال
تعال تذوق ألوان الآلام وأمتعنا 


ولكن .. لابد للروح من رحيل 
حينها .. سأغادرهم إلى الأبد 


فمتى تأتي أيها الرحيل ؟؟!