الأحد، 26 أغسطس 2012

السـّـردآب ،،



وقفت عند سلمه المظلم ترتابني همسات حائرة ،، 
شيء ما في أعماقي يشدني ،، يحاول جذبي بكل السبل ،،
اقتربي ، اقتربي ولا تخشي ظلمتي فليس في عالمي ما يخيف إلا خوفك ،،
أسمع صوت أنفاسها يقتحم صمت الكون الموحش ،،
حائرة كيف لي أن أقابلها بعد كل ذاك الجفاء ،،
كيف بات حالها بعد عامنا هذا وذاك ،،
أما زالت تحاول أن تجعلني نسختها ؟ ،،
حاولت أن أخطوا خطواتي الأولى ،،
فإذا بطيفها يجذبني ،، بكيت ،، خفت ،،
شعرت أنها قررت إنهاء وجودي ،،
تراجعت ،، لكن الأوان فات ،، فطيفها يطوقني
تجاهلت الرعب الذي سكن أعماقي وسارعت الخطى ،،
محاولة أن أقنع ذاتي أنها ربما ماتت ،، أو حتى أنها مجرد وهم غير موجود
يداي المرتجفتان تحملان قلادتي التي أعلق فيها مفتاح ذاك السرداب المجهول ،،
أرفض فتحه ،، ولكن شيئاً ما يجذبني دون إرادة مني ،،
ما إن دخلته حتى سكنتني وحشة غريبة الملامح ،،
لم يعد لسردابي أي ملامح بعد أن غبت عنه ،،
أجهل كل ما فيه ،، أو حتى أنّ كل ما أراه هو مجرد ظلام ،،
رائحة ألم ،، قسوة ،، لا مبالاة ،،
ظلمة موحشة قاتلة يقطن زاويتها شيء غريب ،،
أجبرني فضولي على الإقتراب ،،
فإذا بهمسها يعلو ناطقاً باسمي ،،
يال عجبي ،، بعض الملامح المتبقية توحي ببشريتها ,,
حار فكري كيف أنها على قيد الحياة في ذاك المكان ،،
حار كيف إذ أنه في ذاك السرداب مكان للحياة أصلا ,,
فملامحه المخفية خلف أعماق الألم توحي بأن ما فيه ليس إلا مجرد عدم ،،
تلاقت أبصارنا ،، فإذا بابتسامة تظهر من بين تفاصيلها الشاحبة ،،
أطلتِ الغياب ،، كنت أظن أن عودتكِ باتت حُلماً لا تحقيق له ،،
أشتاقكِ بحجم السماء يا رفيقة ،،
ناظرتها ،،
شعرت أني أعرفها ،،
ملامحها المتهشمة ليست بالغريبة على قلبي ،،
من أنتِ أيتها الغريبة ؟؟
ألقلبي علم بكِ ؟
من أي عالم أنتِ وما لكِ عندي في ذاكَ السرداب ؟
عاودت الابتسام ،، لتخترق ابتسامتها بضع دمعاتٍ ينزفهن القلب ،،
أنا ،، أنا أنتِ ،، أنا ذاتكِ ،، حاضركِ ،، مستقبلكِ ،، ماضيكِ ،،
أنا حبكِ وكرهك ،،
أنا فرحكِ ودمعك ،،
كل ما فيكِ هي أنا ،،
صدمني همسها الذي أسمعني إجابةً لعلي أخشاها ،،
أنا ,, يستحيل أن أكون أنا ،،
كيف لي أن تكون تلكَ الهيئة المتهشمة التي يخفيها الألم هيئتي؟؟
كيف لي أن تكون كل تلكَ الجراحات جراحاتي ،،
همست بألم ،، أنا ذاتكِ يا رفيقة ،،
ذاتكِ التي رافقتكِ في همسكِ وسعدك ،،
أنا ابستامات طفولتكِ البريئة ،،
أنا وأنا وأنا ،،
كل ما فيكِ هي أنا ،،
تراجعت خطوات لأعود لإنكاري المزيف,,
وكيف لي أن أجهل ذاتي ؟؟
وكيف لي أن أجهل نفسي ؟؟
كيف لي أن اجهل ابتسامتي ودمعتي ،، ألمي وفرحتي
أواثقة أنتِ ؟؟
أم أن الملامح اختلطت عليكِ يا غريبة
واثقة ؟؟ ، إنما هي كل الثقة ،،
لا عجب في جهلكِ لي ،
لا ألومك ،، فقد غيرتني آلامكِ الخفية
بعدكِ ،، هجرانكِ ،، نسيانكِ
سنون تتلوها أخرى وأنتِ تتناسين وجودي ،،
أهملتني بصمت حتى أنساكِ الزمان مكاني ،،
أنساكِ عنواني ،، أنساكِ أن لكِ مكاناً غير المكان
تركتني ها هنا لتكابري جرح الزمان ،،
أرغمتني على حمل كل ما في النبض من أحزان ،،
حتى تغير المكان ،، تغيرت الملامح ،، تغير الزمان
حتى كدت تنسين ذاكَ السرداب دونَ أدنى اهتمام ،،
حرتُ في همساتها ،،
أي سرداب ،، أي مكان ،، أي زمان
وأي ملامح تلكَ التي تحدثني عنها ؟
أحقاً هي ذاتي ،، أنا ،، فرحتي ودمعتي
والله لا أراها إلا نزفا من دماء القلب !
ناظرتها وأرسلتُ نبضة من ابتسامة لقلبها
حاولتُ أن أمسح ما أخفى وجودها من ألم
رأيتُ بريقها يبتسم لي ،،
نبضها يخالط نبضي
أجل هي ذاتي
هي فرحتي ودمعتي
ولكنها تركت معي فرحتي وحملت دمعتي ،،
ضممتها بندم ،،
أعذريني يا رفيقة
أخطأتُ أنا حين أعلتٌ النسيان فعذراً
ابتسمت بنقاء ،،
اقتربت مني بضع خطوات ،،
قالتها بصوتٍ بريء صادق ،،
لستُ أنا من لا يعذر ذاته يا رفيقة ،،
معكِ أنا وإن غادرتني ،،
بانتظاركِ أنا وإن هجرتني ،،
بقربكِ أنا وإن تجاهلتني ،،
فأنا وإن أطلتِ الغياب والجفاء ،،
كلّ ما فيكِ هي أنا ،،


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق